‏إظهار الرسائل ذات التسميات Articles. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Articles. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 1 فبراير 2013

سلسلة مقالات تقويم السلوك - 1) التواضع

إعداد العضوة \  أسماء علي 
------------------------------
حصل هذا المشهد على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية ( British Airways )

في رحلة بين جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا إلى لندن بإنجلترا . وفي مقاعد الدرجة السياحية كانت هناك امرأة بيضاء تبلغ من العمر حوالي الخمسين تجلس بجانب رجل أسود وكان من الواضح أنها كانت متضايقة جداً من هذا الوضع ، لذلك استدعت المضيفة وقالت لها

( من الواضح أنك لا ترين الوضع الذي أنا فيه ، لقد أجلستموني بجانب رجل أسود ، وأنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص مقرف . يجب أن توفروا لي مقعداً بديلاً ).



قالت لها المضيفة وكانت عربية الجنسية
( اهدئي يا سيدتي ، كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريباً ، لكن دعيني أبحث عن مقعد خال ! )
غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت وقالت لها
( سيدتي ، كما قلت لك ، لم أجد مقعداً واحداً خالياً في الدرجة السياحية . لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني أنه لا توجد أيضاً أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال . لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى الممتازة )


وقبل أن تقول السيدة أي شيء ، أكملت المضيفة كلامها
( ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى الممتازة . لكن وفقاً لهذه الظروف الاستثنائية فإن الكابتن يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحداً أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد ، لذلك ... )

والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت
( سيدي ، هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني ، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى الممتازة !!!!!! )

في هذا اللحظة وقف الركاب المذهولين الذين كانوا يتابعون الموقف منذ بدايته وصفقوا بحرارة للمضيفه لتأديبها الغير مباشر للسيدة البيضاء .

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر.....على صفحات الجو وهو رفيع
و لا تك كالدخان يعــلو بــذاته..... إلى طبقات الجو وهو وضيـع

الثلاثاء، 15 يناير 2013

الحذاء الضيق للسعادة ... لــ أحلام مستغانمي

لا يمكن لشخص أن يحظى بكل النِّعم، فلكلِّ نعمة ما يُعادلها من ضريبة، حتى لتـبـدو النِّعمة حين تتجاوز حدّها، لعنَة وقصاصاً، لا يُحسَد صاحبها عليها.

فالجمال الصارخ، صنع تعاسة مارلين مونرو، وأوصلها، تماماً كما أوصل داليدا ورومي شنايدر، إلى الانتحار. والوسامة والجاه والثراء الفاحش، أدّت "بفتى أميركا الذهبي" جون جون كيندي، ابن الرئيس الراحل جون كيندي، إلى الموت في حادث مريع، إثر سقوط طائرته الخاصة التي كان يقودها بنفسه.


والشهرة التي تستبيح الحياة كلّ لحظة، قضت على أميرة القلوب ديــانــا، وحرمتها من أن تعيش قصّة حبّها الكبير، وتهنأ أخيراً مع رجل. لذا، يخشى العقلاء طفرة النعمة، ويدفعون البلاء بعدم الإفراط في النّعم، بل وبالتقشّف في السعادة الماديّة، حفاظاً على نِعَم الصحة والبنين والأمان، التي من دونها لا هناء لإنسان.

شخصيــاً، تصيبني النّعَم الماديّة بالذُّعـر، خشية أن يأخذ الله مُقابلها ما هو أهم، كالحبّ الذي ما استطاعت صديقاتي شراءه، على الرغم من ثرائهنّ الفاحش، فأفسد فقدانه عليهنّ كلِّ مباهج الحياة.قرأتُ مرّة، أن كازنتازكي، الذي حتماً لا يختلف عن بطل روايته زوربا في تعامله مع الحياة، بتلك الطريقة الفلسفيّة النادرة، التي خلقت له ملايين الأتباع بين قرّائه في العالم، كتب في سيرته الذاتيّة، أنّه كان يزور أثينا، المدينة التي ملأته بالدهشة والحبور، وقد سعِد يومها سعادة بالغة، أوصلته إلى الذعـر، لشعوره بأنّ الشياطين أخذت تُراقبه وتترصَّده. ولأنّه يُؤمِن بأنّ لكلِّ سعادة ثمناً، هرع إلى السوق واشترى حذاءً ضيقاً وانتعله ليضغط على قدميه بشدّة، فيتألَّم أثناء تجواله في المدينة. الكاتب الذي علّمنا أن نحتاط من السعادة، ونحتفي بالفجائع حدَّ الرقص، فضَّل بذلك الحذاء الضيِّق الذي انتعله، أن يدفع ثمناً يعرفه لهذه السعادة التي يعيشها، بدل أن يترقَّـب ثمناً غيبيّا سيهبط على رأسه، كوارث ومصائب من حيث لا يحتسب.

أتكون النعمة الحقيقية في النهاية هي في أن تستطيع اختيار مصائبك، ومصدر ألمك، فتشتري سريراً لا ترتاح في النوم عليه، كي تكفّر عن إثم سعادتك في النهار، وتنتَعِل في النهار حذاءً أضيق من قدميك، تكفيراً عن عناوين السعادة التي يُوصلك إليها، وتشقَى في القيام بالأشغال المنزلية في بيتك، أكثر من شقاء شغّالة هي في متناول جيبك، كي تحلّ البركة في ذلك البيت، ولا يأتي يوم يُسلّط الله فيه عليك سيداً، أو تستيقظ يوماً، ولا بيت لك؟ والمثل واقعيٌّ جدا. فأحد أقارب العائلة كان حتى وقت قريب يملك، ما لا يمكن حصره من ثروة، واستيقظ قبل شهرين مُفلساً، فلا يخــت ولا قصور ولا شركات، وقد لا يستطيع الحفاظ حتى على البيت الذي يسكنه.

عندما زارنا مؤخراً، بحثاً عن المواساة، ما كنت لأتنبَّه للحذاء الذي كان ينتعله، لولا أن جلده الفاخر الطريّ وتصميمه الراقي لفَتَا انتباهي، فتمنيته لزوجي الذي لم يوفّق يوماً في شراء حذاء يُريح قدميه، المهددتين بأعراض مرض السكريّ، لأنّه، مثلي، بخيل على نفسه، سخيٌّ على سواه، ما اشتريت له بدلة أو قميصاً، فاخراً إلاّ وتركه لغسّان، ابني المقيم في لندن، بذريعة أنّه يحتاج إليه أكثر، مذ أصبح موظفاً مهماً في البنك!

أيكون في أحذية زوجي البائسة سرُّ سعادته.. وطمأنينته، وذلك الأمان الذي يشعر به كلُّ مَن يُجالسه؟ وهل في الأحذية الفاخرة فوق المعقول لعنة تُطارد أصحابها؟

                                                         عَـــادِل حَسَــب اـلّـه

الاثنين، 14 يناير 2013

ILY sign


The ILY is a sign from American Sign Language which, as a gesture, has moved into the mainstream. Seen primarily in the United States and other Americanized countries, the sign originated among deaf schoolchildren using American Sign Language to create a sign from a combination of the signs for the letters I, L and Y "I Love You"


The sign is a very informal way of expressing a number of positive emotions ranging from general esteem to love for the recipient of the sign. A similar-looking but unrelated variation (thumb toward the palm rather than thumb extended) appears in heavy metal music culture as a "devil's horns" hand-sign.

Deaf Heritage dates the origin of the ILY to 1905. However, resident students of deaf schools from the early 20th century do not recall seeing the sign anywhere until the 1970s.

The sign received significant media exposure with Richard Dawson's use of the ILY in his signoff from each episode of the Family Feud, which he hosted from 1976 to 1985. Presidential candidate Jimmy Carter reportedly picked it up from a group of Deaf supporters in the Midwest and, in 1977, during his Inauguration Day parade, flashed the ILY to a group of Deaf people on the sidewalk.


 الترجمة باللغة العربية
------------------------
 ILY هي إشارة من لغة الإشارات الأمريكية التي انتقلت للرأي العام و التي توجد في المقام الأول في كلاًَ من الولايات المتحدة و البلدان الأمريكية الآخري و قد نشأت الإشارة بين طلاب مدارس الصم حيث استخدموا لغة الإشارات الأمريكية لعمل إشارة عبارة عن خليط من الإشارات لحروف  I , L , Y  أنا أحبك

هذه الإشارة غير رسمية و تعبر عن مجموعة من التعبيرات الإيجابية التي تتراوح ما بين التقدير العام إلي الحب لمتلقي الإشارة.
كما تظهر علامة مماثلة و لكن لا علاقة لها في المظهر و هي توجد في ثقافة موسيقي الميتال " أبواق الشيطان " علامة اليد.

يرجع اصل ILY في تراث الصم إلي عام 1905 و مع ذلك فقد كان الطلاب  المقيمين في مدارس الصم من بداية القرن العشرين لا يتذكرون رؤية العلامة في أي مكان حتي عام 1970.

تلقت العلامة تغطية إعلامية كبيرة عن طريق إستخدام ريتشارد داوسون لها في " Signoff " في كل حلقة من حلقات النزاع العائلي الذي قدمه في الفترة من 1976 إلي 1985.
كما أن هناك تقرير أخذ من مجموعة من أنصار الصم في الغرب الأوسط أن المرشح الرئاسي جيمي كارتر في عام 1977 التقطت له صورة أثناء العرض العسكري يوم تنصيبه و هو يقوم بعمل علامة ILY إلي مجموعة من الصم كانوا علي الرصيف

                                                         عَـــادِل حَسَــب اـلّـه

كان نفسي أطلع عربجي لــ أحمد حلمي

جريدة الدستــور
الأربعاء, 2010-01-27 

و العربجي ماله! وحش في إيه؟.. وبعدين هو لو وحش.. ليه ماما كانت بتسيبني أقعد جنبه وإحنا رايحين لجدتي هو العربجي ماله! وحش في إيه؟


يا تري عمرك اتمنيت تطلع عربجي..؟! أنا اتمنيت.. وكنت فاكر إن الورق المطلوب علشان الواحد يبقي عربجي.. ورقه تثبت إن الواحد بيعرف يسوق حصان.. أو حمار.. بس أنا كان طموحي إني أبقي باسوق حنطور مش كارو.. كنت معجب جدا بشكل الحنطور وخطوطه الانسيابية ولونه ودناديشه والكلاكس بتاعه اللي كان بيضربه العربجي برجله.. يا سلام علي شكل العربجي وهو متربع علي عرش الحنطور كده وماسك كرباجه في إيده ولا فتوات الحرافيش.. حبيت أوي الحنطور والعربجي.. لحد ما ابتديت أسمع جمل من ناس كان وجود لفظ العربجي فيها لا يدل علي إنه حاجة لطيفة.. زي مثلا: «بلاش شغل العربجية ده».. «إنت شكلك قليل الأدب وعربجي».. «ماتصاحبش الواد ده لحسن شكله كده عربجي».. «إنت إيه.. عربجي».. ولا جملة سمعتها علي العربجي كانت تبشر بالخير أو تشجع إني أطلعه.. ردود الناس خلتني أسأل نفسي كتير، هو العربجي وظيفة ولا شتيمة؟ ولو هي شتيمة زي يا كلب ويا حمار ويا صايع وكده.. يبقي الراجل اللي بيسوق الحنطور ده بيشتغل إيه؟! اسم شغلانته إيه؟!

ولما إجابتي دايما كانت بتقول إنه «عربجي»، قلت أسأل حد غيري.. بس غيرت السؤال من، هو العربجي وظيفة ولا شتيمة؟ لـ هو العربجي ده حلو ولا وحش؟.. كلها كانت ردود وإجابات مش مقنعة بالمرة.. ناس قالولي طبعا مش حلو علشان طول النهار بيبقي قاعد في الشارع.. أمال يقعد فين؟! في جروبي.. واللي يقول وحش طبعا لأنه قليل الأدب وبيشتم.. طب وهو مين مابيشتمش.. ما كله بيشتم.. وبغض النظر عن الجملة التربوية اللي هاكتبها دلوقتي إن الشتيمة شيء سيئ وقبيح.. بس موجودة وبتحصل.. في سواقين ميكروباص بيشتموا وسواقين تاكسيات بيشتموا.. وميكانيكية وسباكين ونقاشين بيشتموا ودكاترة ومهندسين بيشتموا.. وأعضاء مجلس شعب بيشتموا.. ووزرا بيشتموا وأبهات وأمهات بيشتموا.. ولا الشتيمة بقي ليها ناس وناس.. ناس تشتم، فتبقي الشتيمة طالعه من بقهم زي العسل ودمهم خفيف أوي.. وناس تشتم تبقي شتيمهم وحشة وقولالات الأدب.. مش عارف أنا محير نفسي ليه! ما أسأل صاحب الشأن..

سألت عربجي وقلتله هو إنت بتشتغل إيه لو سمحت؟ قالي أنا خريج آداب بس حاليا عربجي.. قولتله هي العربجة بتاخد آداب.. قالي لا وتجارة وعلوم وحقوق وزراعة.. كله.. أي حد خريج أي كلية ممكن يشتغل عربجي عادي.. المهم يبقي عنده حصان.. أو حمار.. موضوع العربجي ده كان شاغل تفكيري من زمان أوي.. من صغري تقريبا.. لما كنت باركب الحنطور سواء كنت راكب أو متشعبط ورا.. لدرجة إنه لما كان حد من الضيوف بيسألني نفسك تطلع إيه؟.. كنت برد بمنتهي الطموح والسعادة، وأقولهم: نفسي أطلع عربجي.. وكان كل اللي حواليا يضحكوا.. وكانت أمي تبصلي بصة.. كانت كبيرة علي إني أفهمها.. بس كان معناها بيوصلني.. نظرتها كانت بتقول: «إيه اللي إنت بتقوله ده؟».. أنا مكنتش حاسس إني باقول حاجة عيب.. هو أنا مثلا قولت نفسي أطلع حمار.. أنا باقول عربجي.. ماكنتش عارف أمي بتبصلي كده ليه؟ وماكنتش فاهم الناس اللي حواليها ضحكوا ليه؟.. هو العربجي ماله! وحش في إيه؟.. وبعدين هو لو وحش.. ليه ماما كانت بتسيبني أقعد جنبه في الحنطور وإحنا رايحيين لجدتي يوم الخميس.. ولما كنا بنروح الهرم.. كنت باشوف الأجانب واقفين بيتصوروا جنب أبوالهول والأهرامات والعربجي.. يكونش الأجانب فاهمين قيمة العربجي وإحنا لأ!.. لأ مش جايز.. ده أكيد، لأني عمري ما شفت واحد مصري بيتصور جنب عربجي.. كنت هاموت وأعرف ماما زغرتلي ليه؟.. والناس ضحكوا ليه ؟.. هي المشكلة فينا ولا في العربجي؟..

حبيت ألعب اللعبة تاني مع ضيوف تانيين.. بس المرة دي قررت ميتزغرليش.. فغيرت الوظيفة.. وسألني ضيف من نوع الضيوف البايخين اللي وهو بيسألك يلعبلك في شعرك وينعكشهولك، وإنت بقالك ساعة بتسبسب فيه وبتلزقه بالفازلين.. وفي الغالب بيكون سؤاله أبوخ منه.. مش بسبب نوع السؤال تحديدا، ولكن بسبب تكراره.. ولأن في الغالب الضيف مبيبقاش عنده حاجه يقولهالك.. فيقول السؤال التقليدي الممل: وإنت نفسك لما تكبر تطلع إيه يا حبيبي؟.. بصيت لكل الضيوف اللي قاعدين وأنا مراقب ترقبهم للنطق بأمنيتي.. وكأنهم هايسمعوا حاجة جديدة.. مع إن كل العيال في السن ده بيقولوا يا إما دكتور زي بابا.. يا إما مهندس زي عمو.. يا إما ظابط عشان أقبض علي بابا.. قصدي ع الحرامية.. المهم بصيت لهم وأنا كلي سعادة وحب وأمل.. بصيت لهم وأنا مبتسم وفاتح بقي من الضرس اليمين لحد الناب الشمال.. قولتها بصوت عال وبالفم المليان.. يا جماعة أنا..أنا.. أنا عايز أطلع.. أطلع.. مهندس.. الضيوف انتبهولي يا دوب في الزمن اللي قولت فيه الكلمة.. بصوا لي مع ميم المهندس، ولفوا وشوهم مع انتهائي من سين المهندس.. وعااااااااادي جدا.. كل واحد كمل اللي بيعمله.. اللي بيشرب حاجة ساقعة شرب.. واللي بيحط سكر للشاي كمل حططان.. واللي بياكل بياكل.. ولا كأني قولت حاجة.. ولا ماما زغرتلي ولا الضيوف ضحكوا.. فاتأكدت إن العربجي عنده حضور وكاريزما أكتر من المهندس بآلاف المرات..

واللي حصل ده كان دافع قوي إني أفضل مُصر علي رغبتي في الطلوع زي ما أنا عايز.. وكان كل ما حد يسألني نفسك تطلع إيه يا حمادة.. أقوله: عربجي.. فيضحكوا.. وماما تزغرلي.. والعربجي يكبر في نظري أكتر وأكتر.. وماما تزغر، والضيوف مهما يتغيروا.. برضه بيضحكوا.. والعربجي بيعلا ويعلا..

ولما ابتدي مستواي يتراجع في الدراسة.. مسكتني أمي وقالتلي وهي بتزعق: «لحد إمتي هتفضل بليد كده».. لازم تذاكر وإلا مستقبلك هايضيع وتترمي في الشارع.. إنت إيه نفسك تصيع وتبقي عربجي.. وهنا كان مربط الفرس.. سبت كل الهيصة اللي حاصلة دي.. وقولتلها: أيووووووووه.. ماله بقي العربجي؟ بقالي سنين طويلة عايز أعرف ماله العربجي؟ فهميني.. وبعد شوية صمت ونظرات اللي كان ناقصهم شوية مزيكا سسبنس.. بصت لي وقالتلي: إنت عايز تجنني صح؟.. امشي من قدامي الساعاتي.. قصدي الساعة دي.. دخلت الأوضة وبرضه معرفتش إيه الوحش في العربجي..

يا جماعة لو حد يعرف يقولي.. هو العيب فينا ولا في العربجي.. ليه الناس الضيوف ضحكوا عليا لما قولت نفسي أطلع عربجي.. ليه ماما زغرتلي لما قولتلها نفسي أطلع عربجي.. إيه اللي ضايقهم.. فيه إيه في العربجي يضايق.. ليه محدش عايزني أطلع عربجي؟ حد يرد عليا.. يا أخوانا يا ناس يا خلقه.. يا عالم.. ياهووو.. هوو.. هو.. هـ.. (تنهيدة) واضح إن مافيش إجابة.. وبرضه معرفتش ليه محدش عايزني أطلع عربجي.. مش جايز العربجي هو اللي مش عايز يطلع زيي.

                                                         عَـــادِل حَسَــب اـلّـه

الجمعة، 11 يناير 2013

الــحـــزام الــجـــلــد لــ عمـر طــاهــر

الدستور - 22/11/2008

في انتظار وصول العروسة وقفت في استقبال المعازيم، اكتشفت أن هناك العديد من الأقارب الذين لم أرهم منذ سنوات ، كان هناك من يشير إلي الصلع الذي بدأ يغزو رأسي بخفة دم مصطنعة.



هل كانت مجرد صدفة أن يُقام فرح شقيقتي«ليلي» في الاستاد في اليوم نفسه الذي أقيمت فيه مباراة مصر وساحل العاج في بطولة الأمم الأفريقية الماضية؟

أفضل ثلاثة أماكن لإقامة فرح في سوهاج «حيث تقيم عائلتي» هي نادي الشرطة والنادي البحري والاستاد الرياضي، اختار العريس الاستاد بحكم الأعداد الغفيرة المتوقعة.

قبلها بأيام سألتني أمي في التليفون سؤالا عابرا: «هتلبس إيه في فرح ليلي؟»، اكتشفت أنني لست من هواة ارتداء البدل وهو ما يبرر عدم امتلاكي لبدلة كاملة غير البدلة التي ارتديتها في فرحي، توقفت كثيرا أمام هذه البدلة التي تذكرني بفشل ما في حياتي، قصة زواج لم تعرف الاستقرار إلا في أيام شهر العسل، فجأة تذكرت أمي ،كانت أمي تكرر دائما في حكاياتها أن شهر عسلها تم تأجيله بسبب قيام حرب أكتوبر وبسبب ظروف سفر والدي، وأصبح شهر العسل بالنسبة لها حلما مؤجلا، ثم حلما بعيدا بعد أن أصبحت حاملا فيّ، ثم حلما لا مجال لتحقيقه بعد أن أصبحت «أم عمر».

قررت شراء واحدة جديدة من محل يحمل اسما أجنبيا في المهندسين، كان البنطلون أطول مما ينبغي فتركته حتي يتم تقصيره قليلا، ثم تسلمتها قبل أن أستقل القطار بساعة.

في محطة مصر كنت حريصا علي شراء البانادول من العزبي والصحف من كشك الأهرام وسجائر وبطاريات جديدة من الكافيتريا، وفي القطار أخرجت الـ mp3 وغيرت البطاريات وضغطت play ونظرت إلي الساعة فوجدتها الواحدة صباحا ،أغمضت عيني قليلا، وفي تمام التاسعة استيقظت مفزوعا فوجدت القطار يقف علي رصيف محطة سوهاج، نزلت مهرولا ووقفت علي الرصيف لمدة خمس دقائق لاستيعاب ماحدث، أشعلت سيجارة، ثم قررت أن أدخل سوهاج علي أنغام الموسيقي، بحثت في القائمة فوجدت file فيروز يناديني فاخترت «نسّم علينا الهوي».

فتحت لي العروسة باب البيت بنفسها، كانت تشكو من صداعاً من فرط ما بذلته من مجهود في ليلة الحنة، أخرجت لها شريط البانادول، تأملتها وهي تأخذ واحدة، لقد كبرت هذه الطفلة وستصبح زوجة بعد ساعات، ابتسمت فاحتضنتني.

تحت الدش كانت الذكريات التي تجمعني ب«ليلي» متلاحقة كشريط سينمائي، وصلت ليلي إلي بيتنا وأنا في بداية فترة المراهقة،كان لا يحلو لها اللعب إلا في حجرتي، كنت أنقل عيني بين الكتب وبينها وهي نائمة في فراشي كملاك، تصحو فلا تصرخ كبقية الأطفال ولكن تبتسم وتبدأ في إفراز « التفافة» معلنة موقفها من الحياة، كانت لا تشعر براحتها إلا في حجرتي فاعتبرت أن غرفتي هي «بيت الراحة» لذلك كانت تتسحب من الجميع وتحبو حتي تصل إلي باب الحجرة، تدفعه ثم تنظر ناحيتي قائلة « كاكا»!

في أول يوم لها في المدرسة دخلت غاضبة وسألت أمها: «ماما يعني إيه مسيحي؟»، سألتها أمها عن سبب السؤال فقالت: «أصحابي في المدرسة سألوني النهاردة أنتي مسلم ولا مسيحي»، فقالت لها أمها «وإنتي قلتي لهم إيه؟» فقالت « قلت لهم أنا ماعرفش يعني إيه مسيحي بس أنا مسلم؟»، فشرحت لها الأم الفروق بمنتهي التسامح للدرجة التي جعلت «ماري» هي أنتيمة أختي حتي هذا اليوم.

في أحد أيام رمضان أيقظتني ليلي في الواحدة ظهرا طفلة تحمل كوب الشاي بالحليب والبسكويت، وقالت لي «اصحي علشان تفطر»، قلت لها «أنا صايم»، فقالت لي «ما أنا عارفه.. بس أنا عايزة أدخل الجنة والنهاردة في المدرسة قالوا من أفطر صائما دخل الجنة.. قوم بقي عشان تفطر»! 

كانت هوايتها المفضلة الوقوف أمام التليفزيون والتنقل بين القنوات سريعا، وفي إحدي المرات كنت جالسا وهي تقلّب كالعادة ،و توقفت عند مشهد من فيلم تاريخي، كان هناك شخص يقف علي باب قاعة الملك وصاح قائلا« رسول ملك الفرس» فقالت ليلي بمنتهي الخشوع « عليه الصلاة والسلام»! 

وفي زلزال 92 كنت متاكدا أن «البيت بيقع»، وكل ما فكرت فيه أن أصطحب شيئا قيما لأفرَّ به هاربا قبل أن يتحول البيت لأنقاض، تلفَّت فلم أجد شيئا أغلي منها فحملتها علي كتفي ونزلت السلالم مهرولا. 

خرجت من الحمام أضحك فوجدت خالي في انتظاري قائلا «هنتفرج علي الماتش ازاي النهاردة؟»!


كنت قلقا بخصوص المباراة أنا وخالي وزوج شقيقتي الكبري، بينما أكد لي ابن عمي أننا سنلحق بآخر ربع ساعة في المبارة، وقال لي أنني لم أحضر أفراحا في الصعيد منذ فترة ونسيت أن الأفراح تنتهي مبكرا، في الحقيقة آخر فرح حضرته كان فرح شقيقتي الوسطي منذ 3 سنوات ولم أحضره لنهايته لاضطراري إلي السفر مبكرا، وظلت شقيقتي الوسطي «تعايرني» بأنها لم ترقص معي في فرحها _حتي بعد أن أصبحت أما لطفل يحمل الخصائص النفسية للزعيم هتلر_ ، وكلما جاءت سيرة الأفراح أمامها كانت لا تتردد في تذكيري بهذا التقصير.



قبل الفرح بساعة اكتشفت أن محل البدل أفرط في تقصير البنطلون، قلت لنفسي مش مشكلة «هانزّل البنطلون شوية وازنقه بالحزام»، اكتشفت أنني لم أُحضر «حزاماً»، لم يكن هناك اختيار سوي شراء حزام وهذه مأساة أخري في سوهاج، حيث لم أجد واحدا أنيقا يلائم البدلة، فاضطررت لشراء «أحسن الوحشين» وكان الـ contrast فاضحا بين البدلة ذات الماركة العالمية والحزام السوهاجي، فقررت أن أُبقي الجاكيت مغلقا طوال الفرح.

في انتظار وصول العروسة وقفت في استقبال المعازيم، اكتشفت أن هناك العديد من الأقارب الذين لم أرهم منذ سنوات ، كان هناك من يشير إلي الصلع الذي بدأ يغزو رأسي بخفة دم مصطنعة، وهناك من ربط بينه وبين ضرورة أن أتزوج ثانية بسرعة قبل أن يسيطر علي رأسي كلها، وهناك من نصحني بضرورة الزواج؛ لأنه هو الحاجة الوحيدة اللي هترجع لي شعري تاني.


كان هناك من يصافحني وهو فخور بأنني أصبحت أول من يحمل لقب «كاتب» في عائلة يحمل أبناؤها كل الألقاب ماعدا لقبي «كاتب ورائد فضاء»، وكان هناك من يصافحني وهو فخور؛ لأنه رآني في «البيت بيتك».


هناك من دعاني إلي تدخين سيجارة حشيش فاعتذرت له فسألني «أُمَّال عايش إزاي؟»، وهناك من دسَّ في يدي وهو يصافحني قطعة أفيون لتمنحني الـpower اللازم للوقوف بصلابة وقوة حتي نهاية الفرح، لم يكن هناك مجال للاعتذار فوضعتها في جيبي .

وصل العروسان متأخرين، وبعد الزفة الصعيدي استقبلهما ال dj بنشيد «محمد نبينا »، تذكرت فرح صديقي طبيب الأسنان أيمن ماهر «لا يبدو من اسمه أنه مسيحي» عندما استقبله الdj في فرحه بالنشيد نفسه، الأمر الذي أصاب بعض الحاضرين بالوجوم وأصاب البعض الآخر بهيستريا من الضحك! تذكرت والد أيمن وهو رجل جميل عندما منع شقيق العروس من أن يطلب من الـdj تغيير الأغنية، واستمعت إليها القاعة كاملة حتي انتهت وضجَّت القاعة كلها بالابتسام والتصفيق، بعدها بسنة أنجب أيمن فاتصلت لأهنئه وسألته عن اسم المولود فقال لي وهو يقهقه «عبد الرحمن».

كان الفرح هادئا، وكنت أقف لمتابعته بوقار، حتي انصرف كبار العائلة ،وأثناء وداعهم علي الباب لمحت زوج شقيقتي الكبري وهو يقف أمام أحد الكافيهات يشاهد المباراة من علي الباب، فدفعته ودخلنا وجلسنا نشاهد المباراة حتي نهاية الشوط الأول.


عدت بعدها إلي الفرح أوزع ابتساماتي علي الجميع وأصفق لقليلين كانوا يرقصون، ثم عدت إلي الكافيه ولم أقو علي مغادرته حتي أحرز عمرو زكي الهدف الثالث فعدت إلي الفرح، عدت مباشرة إلي ساحة الرقص وأنا سعيد بالفعل ،أخذت ليلي في حضني وقبلتها ورقصنا وفجأة أعلن الـdj أن «أبو تريكة» أحرز الهدف الرابع، فحملت ابن شقيقتي فوق أكتافي ورقصت به، ومع نهاية الماتش تسلل من كانوا في الكافيه إلي الفرح وهم يحملون أعلام مصر وأحاطوا بنا، وفجأة قرر الـdj أن يلعب أغنية حلوة يا بلدي فأثار مشاعر كل من تبقي في الفرح فاتسعت حلبة الرقص لتضم عروسا محاطة بأعلام مصر وشباباً يضحكون من قلوبهم وكباراً يدعمون هذه الفرحة بالتصفيق عن قرب، فجأة لعب الـdj أغنية أحبها جدا لعمرو دياب «ليلة من عمري » وفوجئت بشقيقتي الوسطي تقترب مني وهي تقول لي «أنا اللي طلبت الغنوة دي عشان أرقص معاك عشان ...» فقلت لها « عارف عشان مارقصتش معاكي في فرحك»، احتضنتها وظللنا نرقص سويا حتي انتهاء الفرح.  

أول ما فعلته عند عودتي إلي المنزل هو خلع الحزام ورميه بعيدا ..بعيدا جدا.

لمحت دموع أمي قبل النوم، كانت لفترة طويلة تعيش هي وأبي وليلي طفلتهم المدللة، فجأة أصبح البيت خاليا.

التزمت الصمت التام أمام دموعها، فأي كلمات ستكون ساذجة في هذة اللحظة.

قبلت يديها وذهبت إلي النوم متعبا.

في الصباح استيقظت لأسافر عائدا إلي القاهرة ، خرجت من غرفتي فوجدت أبي وأمي يجلسان سويا يتابعان فيلما في روتانا زمان ويشربان الشاي في هدوء.

ودعتهما.. صافحت أمي وقلت لها « آن الأوان بقي تعملي شهر العسل المتأجل بقاله كتير» فضحكت. 

صافحت أبي ودسست في يده قطعة الأفيون، فنظر لها مبتسما ثم وضعها في جيب قميصي العلوي وهو يربت علي كتفي قائلا بثقة مبالغ فيها «خليهالك».

بعد أن تجاوزت البيت بأمتار وجدت أبي ينادي، فعدت اليه فألقي لي من البلكونة كيسا بلاستيكيا، قبل أن أفتحه نظرت إليه مستفسرا فقال لي «نسيت الحزام»!

 عَـــادِل حَسَــب اـلّـه